إن العلاقات التي تربط بين الدول وبعضها هي الأساس الذي يتكون منه التاريخ السياسي والاقتصادي للعالم بأكمله، ولم يعد مفهوم العلاقات الدولية في العالم الحديث يقتصر على العلاقات بين الدول وبعضها فقط؛ فقد ظهرت العديد من المنظمات والحركات غير الدولية كالمنظمات الإرهابية وشركات الاقتصاد متعددة الجنسيات التي أصبح لها من القوة والتأثير ما يجعل علاقتها مع الدول لا تقل أهمية عن علاقات الدول مع بعضها.
هناك نظريات فكرية مختلفة تتناول العلاقات الدولية؛ فهناك النظرية الواقعية المحافظة التي ترى أن المصلحة الوطنية والقومية للدولة هي الهدف الأساسي، والعلاقات الدولية ما هي إلا وسيلة لخدمة هذا الهدف؛ لذا فمن الضروري عقد التحالفات السياسية والاتفاقيات الاقتصادية فيما يتعلق بالتجارة والصناعة لتحقيق المنفعة والنمو للدولة، لكنها في الوقت نفسه ترفض وجود منظمات دولية وعالمية تفرض الأمن والقوانين على الدول؛ لأن مهمة تحقيق السلام الداخلي للدولة تقع على عاتق الحاكم فقط، أما عالم السياسة الدولية الأشمل فتحكمه قوانين الغاب.
كذلك هناك النظرية الليبرالية والاعتماد المتبادل والتي ظهرت في سبعينيات القرن العشرين كنقد للنظرية الواقعية. فبينما ترى النظرية الواقعية أن الدول هي العنصر الوحيد الهام والمؤثر في العلاقات الدولية، ترى النظرية الليبرالية أن هناك كثير من المنظمات والتحالفات من غير الدول لها الأهمية والتأثير نفسه تقريبًا، كما ترى النظرية الليبرالية أن الاعتماد المتبادل بين الدول وبعضها أو بين الدول والشركات الكبرى متعددة الجنسيات سيجعل العلاقات الدولية أكثر سلمية وأمانًا من ذي قبل.
كانت المجتمعات البشرية قديمًا قائمة على الانتقال والترحال في شكل قبائل وجماعات؛ حيث يبحث البشر بشكل دائم عن أماكن توفر الماء والطعام؛ لذا فلم تكن هناك بالنسبة لهم أراضٍ محددة أو ثابتة للاستقرار عليها، وقد بدأت الحضارات القديمة لدى المصريين والإغريق في تشكيل ما أصبح يعرف الآن بالدولة؛ حيث أصبح هناك حكام يقومون بفرض القوانين وتعيين الموظفين لتطبيقها، بالإضافة إلى تكوين الجيوش لتتمكن من التصدي إلى أي عدوان.
وقد مرت الدول بمراحل مختلفة على مدار تاريخها، كما سنجد أنها الوحدة الأساسية التي تتكون منها العلاقات الدولية، وقد تم وضع بعض المعايير التي يجب توافرها حتى يتم الاعتراف بمنطقة ما على أنها دولة في منظومة الدول العالمية وهي: أن يكون لها أرض محددة وسكان دائمون وحكومة قادرة على تطبيق النظام والقانون بين هؤلاء السكان وتحقيق الأمن لهم، لكن ذلك لا يمنع أي منطقة لا تتوافر فيها تلك المعايير من إقامة علاقات دولية؛ فهناك بعض الدول التي تسيطر على أجزاء من أرضها المحددة بعض الجماعات المسلحة نتيجة الحرب الأهلية أو التمردات مثل (أفغانستان) و(السودان).
كما أن هناك بعض الدول التي ترفض بعض البلدان الأخرى الاعتراف بها، وهو ما حدث حين رفضت (الولايات المتحدة) الاعتراف بـِ (الصين الشيوعية) وحين رفضت البلدان العربية الاعتراف بدولة (إسرائيل). وعلى الرغم من ذلك، ظلت تلك الدول تتمتع بصفة الدولة وتتمكن من التمثيل في المنظمات العالمية وتوقيع الاتفاقيات وغير ذلك من أشكال العلاقات الدولية.
اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان
ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة
هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت
حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان